وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

يُمثل أسبوع الدفاع السلبي فرصة ثمينة لنجدد التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للوعي الوطني، وجاهزية البنية التحتية، والأمن المستدام في مواجهة التهديدات المستجدة. إن الدفاع السلبي، بوصفه أحد المكونات الأساسية للسلطة الوطنية، يُعد استراتيجية وقائية وحكيمة تهدف إلى حماية رأس المال البشري والعلمي والتكنولوجي للبلاد؛ وهو نهج لا يُنفذ بالوسائل العسكرية، بل بالاعتماد على المعرفة والتفكير المنهجي والتخطيط العميق.

في العصر الراهن، ومع التوسع المتزايد للتقنيات الحديثة واعتماد المجتمع المتنامي على البيانات والطاقة والبنى التحتية الحيوية، أصبح الالتزام بمبادئ الدفاع السلبي ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، تضطلع الجامعات بدور محوري كَمَراكز لإنتاج المعرفة وإعداد الكوادر المتخصصة، إذ توفر البيئة الحاضنة للبحوث العلمية الاستراتيجية وتطوير المعرفة المحلية في المجالات المرتبطة بالأمن والاستقرار الوطني.

وإن جامعتنا، إيماناً منها برسالتها العلمية والوطنية، عازمة على ترسيخ مفاهيم الدفاع السلبي في كافة جوانبها التعليمية والبحثية والتنظيمية والمتعلقة بالبنية التحتية؛ بدءاً من تعزيز مقاومة المباني والمرافق المادية، وصولاً إلى الارتقاء بأمن المعلومات ونشر ثقافة الجاهزية في المجتمع الجامعي.

وإنني، إذ أُحيي هذا الأسبوع، لأدعو جميع الزملاء والأساتذة والطلبة الكرام إلى الاستفادة من فكرهم ومعرفتهم وحسهم بالمسؤولية الوطنية، للسير قدماً نحو تحقيق جامعة آمنة وحيوية ومسؤولة، قادرة على مواجهة التهديدات الحديثة.

الدكتور عادل سي وسه مرده
رئيس لجنة الدفاع السلبي في جامعة كردستان